2011/04/23

لمن يجب أن ننحاز ؟



لأن مصر مقبلة على مرحلة جديدة ومهمة فى تاريخها فهى تحتاج لرجل لديه من العلم والخبرة والحكمة ما يكفى ليقدمه كوقود لعمل النقلة التى تحتاجها مصر وأنتشالها مما هى فيه الآن ووضعها فى مكانتها الطبيعية كبلد فى مصاف الدول المتقدمة ، تحتاج إلى رجل صاحب شخصية متزنة وحكيمة بعيد النظر ولا ينظر تحت قدميه ويرى ما لا يستطيع أن يراه الأخرون .

يجب أن ننحاز للرجل الذى جاء لينادى بالتغيير فى الوقت الذى كان الجمييع ينادوا فقط بالإصلاح لأنه كان يؤمن بأنه يستحيل لنظام مثل هذا أن يقوم بالإصلاح فأصبح الأب الروحى للثورة كما أطلق عليه نخبة مصر ومثقفيها ، يجب أن ننحاز للرجل الذى دخل فى حرب مع النظام السابق الفاسد ليس بها تكاقؤ ولا توازن على الإطلاق وبالرغم من ذلك أستطاع أن ينتصر فى النهاية ، الرجل الذى دفع ثمن معارضته للنظام السابق ومطالبته بالتغيير وكان يتحمل ويمضى فى طريقه للنهاية حبا فى بلده ، الرجل الذى أطلق عليه النظام مرتزقة الصحف القومية ليقوموا بأكبر عملية تشنيع وتشويه فى التاريخ .

يجب أن ننحاز للرجل الذى إذا تحدث له أحدا بخصوص إستحالة حدوث تغيير وأنه لا يملك القوة التى تمكنه من ذلك يرد بجملته الشهيرة " قوتى فى فكرتى" ، رجل أستطاع أن يقنع الشعب أن التغيير بيده وعليه ألا ينتظر بطلا يأتى ليخلصه مما هو فيه وأنه – أى الشعب – الوحيد القادر على ذلك ، الرجل الذى شارك فى الثورة بل وقذف بالقنابل المسيلة للدموع والطوب والحجارة وفتحوا عليه خراطيم المياه ولم يجلس فى مكتبه أنتظارا لإنتهاء الثورة ثم يخرج علينا محاولا تصدر المشهد ، رجل غير محسوب على النظام السابق ، رجل لم يستخدمه الأمن فى إقناع الثوار بالعودة إلى منازلهم بل كان يخرج فى القنوات الفضائية – الغير مصرية طبعا لأنه ممنوع من القنوات المصرية – ليتحدث بمطالب الشباب وكان يساندهم بقوة .

يجب أن ننحاز للرجل الذى يمتلك مشروع سياسى يستطيع من خلاله تحقيق مطالب الثورة التى طالبت بها (عيش .. حرية .. عدالة إجتماعية ) ، رجل مؤمن بالديموقراطية يحترم حرية الفرد وحقه فى أن يعيش حياة كريمة ، رجل كان يرفض معاهدة السلام التى تضع رقبة مصر تحت سيف إسرائيل ويرى إستحالة تحقيق سلام منفرد مع إسرائيل .

يجب أن ننحاز للرجل الذى يؤمن بالديموقراطية الإشتراكية ودور القطاع العام كركيزة أساسية للتطور الإقتصادى والإجتماعى وداعم أساسى للإقتصاد القومى وكذلك يعطى دور للقطاع الخاص وسط مناخ جاذبا للشرفاء من رجال الأعمال والمستثمرين طاردا للحيتان والمستغلين منهم ، الرجل الذى طالما زار المناطق العشوائية وتعاطف مع أهلها وأقر بحقهم فى أن يعيشوا حياة أفضل مثل غيرهم ، رجل يؤمن بدولة المؤسسات ويسعى دائما لتحقيقها ، يجب أن ننحاز لرجل يؤمن بدور هذا الشعب فى تحديد مصيره .

لكل هذا فأنى – وكل من يتفق معى – سننحاز للدكتور محمد البرادعى .